ابداع الشعر العراقي في المهجر[*]
الشاعر العراقي عبد الهادي سعدون يحصل على جائزة أنطونيو ماتشادو للإبداع الأدبي
الجائزة رسالة عالمية في التقارب والتوافق بين الشعوب على أساس الكلمة
صورة
حصل الشاعر العراقي المقيم في مدريد عبد الهادي سعدون على جائزة أنطونيو ماتشادو للإبداع الأدبي، في دورتها الثانية والتي تمنحها وزارة الثقافة الإسبانية بالتعاون مع مؤسسة ماتشادو في مدينة صوريا مسقط رأس الشاعر الاسباني الشهير ، وهي منحة ثقافية تعطى سنوياً لصاحب أفضل مشروع شعري يستلهم أجواء ماتشادو الشعرية في ديوان شعري، وقد منح الشاعر العراقي عبد الهادي سعدون عن مشروعه الشعري (من آشور إلى صوريا: خرجات وقصائد أخرى).
وجدير بالذكر أن الجائزة تمنح للمرة الأولى لكاتب عربي، ويتعين على الشاعر أن يعيش لنصف سنة في مدينة صوريا والمشاركة في ملتقيات أدبية مختلفة.. متفرغا لكتابة مشروعه الادبي
وجاء في حيثيات منح الجائزة التي أقرتها لجنة مؤلفة من 6 أدباء إسبان أن مشروع سعدون الشعري يتقارب بشكل وبآخر مع مناخات أنطونيو ماتشادو الشعرية ومن ظروفه الحياتية سواء في الوطن الأم أم في المنفى، يضاف لدوره الكبير في إرساء صلة الربط ما بين الشرق والغرب من خلال كتاباته وترجماته المتعددة سواء تلك المكتوبة بالعربية أم الإسبانية.
وأضافت رئيسة لجنة الجائزة الشاعرة آماليا أغليسياس أن قدرة شاعر العراق على المزاوجة والتقابل ما بين عالمين، خطوة جديرة بالتقييم والقراءة الجادة.
المعروف عن الكاتب العراقي عبد الهادي سعدون (بغداد 1968) بنشاطاته المختلفة، وهو يقيم في إسبانيا منذ عام 1993، وقد أسس نشاطاً ثقافياً معروفاً في العاصمة مدريد، وقد شارك ممثلاً للعراق في أكبر الملتقيات الشعرية والأدبية، ونتاجاته الأدبية مترجمة لأكثر من عشر لغات عالمية.
كما أن كتبه مترجمة ومنشورة في الدول الناطقة باللغة الإسبانية وكان آخرها كتابه القصصي (انتحالات عائلة) ومنتخبات من شعره بعنوان (عصفور الفم ).
وهو إلى هذا أستاذ الأدب العربي في جامعة مدريد وعضو في الجمعية الدولية الإسبانية للغــات.
صورة
وفي اجابته عن سؤال لاحد الصحفيين عن كيفية تلقيه خبر فوزه لجهة كونه اول عربي يفوز بها وماذا يمثل لديه هكذا حدث والذي يعد حدثا ثقافيا عربيا كبيرا ، قال الشاعر :
- الجائزة فعلاً تمنح لأول مرة لكاتب عربي، وسبق أن منحت لشاعر هندي، ولكن قيمة الجائزة ليس في هذا وحسب، بل بما تحمله من رسالة عالمية في التقارب والتوافق بين الشعوب على أساس الكلمة، وليس هناك أفضل من الشعر كجسر للتلاقي وليس أكثر شهرة من إسم مجدد الشعر الإسباني أنطونيو ماتشادو عنواناً لها ما سرني فيها هو أنها تمنح لي من جهة أجنبية لا توجهها أية إتجاهات فكرية او سياسية غير العمل الادبي نفسه من دون تسميات محددة ولا تنازلات مغرضة. في حيثيات قرار اللجنة أنهم رأوا في شعري تشابهاً ظرفياً وفكريا مع شعرية ماتشادو، وتقارباً إنسانياً في عصر الأزمات العالمية، وهذا بحد ذاته ما أسرني كثيراً بعيداً عن قيمة الجائزة المادية وما ستجلبه من تعريف وشهرة. الجائزة ستتيح لي التفرغ للكتابة (وهو ما أفتقده حقاً...الوقت) والتعرف الحقيقي على أراض و تراث وثقافة وإن كنت أعيش بينهم إلا أنها فرصة للتقارب الأكبر والنبش والتذكير بإن الإنسانية ليست أكثر من خط متشابك، مصيره واحد هو نحن، لا فرق بين أحدنا والآخر، بل أن توحدنا الثقافي أكبر من اختلافاتنا الظاهرة والخفية ..
.ومما يذكر ان الشاعر العراقي شارك وسيشارك في قراءات شعرية تخص منجزه الشعري في العديد من المدن الاسبانية منها مدينتي جيين و غرناطة فضلا عن تلبيته للعديد من دعوات للمشاركات في مهرجانات الشعر العالمية ومنها مهرجان الشعر الحديث في جنوب افريقيا وفي رومانيا و بلجيكا.
اصدر عبدالهادي في مسيرته الادبية العديد من كتبه التي بدأها بـ ( اليوم يرتدي بدلة ملطخة بالاحمر) مجموعة قصص،
1996 دمشق ، ( كنوز غرناطة) رواية للأطفال، الإمارات 1997، ( تأطير الضحك) ، شعر (بالعربية والإسبانية)، إسبانيا 1998. ( ليس سوى ريح ) شعر، إسبانيا 2000، (إنتحالات عائلة) قصص، الأردن 2002، (عصفور الفم) شعر، مدريد،2006.ـ (الكتابة بالمسمارية) شعر، كاراكاس (باللغة الأسبانية)، 2006، انتحالات عائلة (باللغة الإسبانية)، لابالماس، 2008.
كما صدرت له في لندن قصة الأطفال (ياسمين والكرة) باللغتين العربية والإنكليزية2009، ومن الجدير بالذكر هنا صدور طبعة جديدة ثانية من ميزوبوتاميون آخرون غرباء؛ أنطلوجيا الشعر العراقي الجديد، من منشورات دار النشر الاسبانية المعروفة كوسموبويتيكا، في قرطبة واذي ضم منتخبات من نتاجات شعراء عراقيين من اجيال مختلفة مع دراسة لواقع التجربة الشعرية العراقية.