مخاوف الطفل من الالتحاق بالمدرسة طفلة في طريقها للمدرسة
القاهرة
/ عادة ما يرفض الطفل الابتعاد عن والديه، خصوصا أمه التي تشاركه كل وقته
منذ ولادته، وحين يبدأ المشوار مع الحضانة أو المدرسة يشعر كلاهما برهبة
وهلع من الموضوع، فيتمسك بعض الأطفال بأهلهم، والأمر ينطبق على بعض الأهل
الذين يخافون هذه المرحلة، وهذا ما يعرف باضطراب قلق الفصل أو الانفصال عند
الأطفال.
واضطراب قلق الفصل أو الانفصال عند الأطفال separation
anxiety disorder هو اضطراب نفسي يتميز بمظاهر قلق من خطر داهم قد يصيب
الطفل، فلو عرف الأهل كيف يتخطون هذه الظاهرة –المشكلة أحيانا- وما تعكسه
من أهمية على نمو شخصية أطفالهم، لاندفعوا في مواجهة الأمر بفكر سليم بعيدا
عن العاطفة.
وقلق الانفصال هذا هو فترة انتقالية من يعبر خلالها الطفل
المسافة من حضن الأم إلى العالم الخارجي، وهو الأهم في حياة أطفالنا الذين
يعرفونه بين عمر السنة والـ 3 سنوات.
ويمكن للمعلمة في المدرسة أن تميز
بين طفل يعيش هذا الانفصال وآخر لا يعيشه، فهذا أمر سهل بالنسبة إليه، إذ
يعيش الطفل نوعا من الخوف والاضطراب النفسي والحاجة للسؤال عن أمه بين وقت
وآخر وتكرار ذلك.
أما العمر ليس قاعدة أساسية، فطفل دخل حضانة باكرا لن
يعيش هذه المرحلة، أما آخر لم يعرف الحضانة فلابد أن يواجه هذا الأمر،
وعادة يخاف الطفل أن يفقد الحنان والأمان الذي اعتاده من أمه ووالده في
المنزل، طبعا من دون أن يدرك ما يعاني أو يستطيع التعبير عنه، فيلح في طلب
والديه، خصوصا والدته أو العودة إلى المنزل.
وهنا يأتي دور الحاضنة أو المعلمة، فإذا لم تكن فترة الانفصال مدروسة جيدا تتكون لدى الطفل مشكلة تؤثر سلبا على شخصيته في ما بعد.
وأهم
العوارض التي تظهر على الطفل في هذه المرحلة أن يصاب الطفل بقلق شديد
وتوتر عند ابتعاده عن البيت أو عن الشخص الذي يمثل له مركز الأمان "الأم"،
وأحيانا فإن مجرد التفكير في فكرة الانفصال يصيبه بخوف وتوتر شديدين، وعادة
ابن الثلاث سنوات يعاني من عوارض عضوية جسدية مثل ألم في البطن، غثيان
وألم في الرأس.
إضافة إلى هذا، هناك بعض الأطفال يرفضون خروج الأم من
البيت، كما أنهم يقومون باتباع أمهم من غرفة إلى أخرى خوفا من فقدانها،
وأيضا من العوارض التي قد تصيب طفلك رفضه النوم بمفرده، خوفا من تعرضه
للكوابيس.
وقد تدور في ذهن الطفل أفكار سيئة حول احتمال حدوث أي أذى للأهل أو عدم إمكانه الرجوع إليهم.
كما
يظهر رفضا قاطعا للذهاب إلى الحضانة أو المدرسة، وتسمى هذه العوارض الخوف
المدرسي والمشكلة تظهر بشكل أكبر عند دخوله المدرسة، حيث أن الخوف والقلق
والبكاء يتعدى المدة الطبيعية التي يمر بها كل طفل عند دخول المدرسة لأول
مرة، هذا في حال لم يكن قد دخل الحضانة مسبقا، وهذه العوارض تستمر عادة حتى
أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبعدها تبدأ بالتلاشي.
وتعود أسباب هذه الحالة
لشخصية الطفل ومدى تقبل أهله موضوع الانتقال هذا من مرحلة إلى أخرى، فحين
تتأثر الأم بهذا الانفصال وتزداد قلقا وخوفا سيشعر بها الطفل، وينعكس الأمر
سلبا عليه، أما إذا كانت ذات شخصية قوية فستدفع بطفلها إلى العالم الخارجي
وتشجعه للتعرف عليه.
ومن الخطوات الرئيسية في علاج الخوف المدرسي هي
تفهم الأهل وإدارة المدرسة لطبيعة هذه الظاهرة، وتعريفهم بأن العوارض
العضوية-الجسدية المصاحبة للخوف هي عوارض حقيقية، وليست دلعا أو تمثيلا كما
يظن بعض الأهل بل يجب العمل على تداركها.
فالخوف الذي يعاني منه الطفل هو خوف حقيقي لكنه مؤقت، ومن المهم التعامل معه بتفهم، والابتعاد تماما عن القسوة.